فصل: سنة ثمان وخمسين وخمس مائة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر (نسخة منقحة)



.سنة خمس وخمسين وخمس مائة:

فيها تملك سليمان شاه همذان.
وذهب ملكشاه إلى إصبهان فمات بها.
وتوفي المقتفي وعقدت البيعة يومئذ للمستنجد بالله ولده.
فأول من بايعه أخوه الكبير ثم ابن هبيرة وقاضي القضاة أبو الحسن الدامغاني.
وفيها توفي الفائز صاحب مصر وأقيم بعده العاضد.
وفيها قبضت الأمراء على سليمان شاه وخطبوا لأرسلان شاه بن طغرل بن محمد بن ملكشاه.
بقيام زوج أمه ألدكر صاحب أران وأذربيجان.
وفيها توفي العميد بن القلانسي صاحب التاريخ أبو يعلي حمزة بن أسد التميمي الدمشقي الكاتب.
حدث عن سهل بن بشر الأسفراييني.
وولي رئاسة البلد مرتين.
وكان يسمى أيضًا المسلم.
توفي في ربيع الأول عن بضع وثمانين سنة.
وأبو يعلي بن الحبوبي حمزة بن علي بن هبة الله الثعلبي الدمشقي البزبز.
سمع أبا القاسم المصيصي ونصر المقدسي.
مات في جمادى الأولى عن بضع وثمانين سنة.
وكان لابأس به.
وخسروا شاه سلطان غزنة.
تملك بعد أبيه بهرام شاه بن مسعود بن إبراهيم بن مسعود بن محمود بن سبكتكين.
وكان عادلًا سائسًا مقربًا للعلماء.
وكانت دولته تسع سنين.
وتملك بعده ولده ملكشاه.
وأبو جعفر الثقفي قاضي العراق عبد الواحد بن أحمد ابن محمد وقد ناهز الثمانين.
ولي قضاةالكوفة مدة وسمع من أبي النرسي.
ثم ولاه المستنجد في هذا العام قضاء القضاة.
فتوفي في آخر العام وقد ناهز الثمانين.
وولي بعده ابنه جعفر.
والفائز بنصر الله أبو القاسم عيسى بن الظافر إسماعيل بن الحافظ عبد المجيد بن محمد بن المستنصر العبيدي.
أقيم في الخلافة بعد قتل أبيه وله خمس سنين.
فحمله الوزير عباس على كتفه وقال: يا أمراء: هذا ولد مولاكم وقد قتل مولاكم أخواه فقتلتهما كما ترون.
فبايعوا هذا الطفل.
فقالوا سمعنا وأطعنا.
وضجوا ضجة واحدة.
ففزع الصبي وبال واختل عقله.
فيما قيل من تلك الصيحة.
وصار يتحرك ويصرع.
وتوفي في رجب من هذه السنة وكان الحل والربط لعباس.
فلما هرب عباس وقتل كان الأمر للصالح طلائع بن رزيك.
والمقتفي لأمر الله أبو عبد الله محمد بن المستظهر بالله أحمد بن المقتدي بالله عبد الله بن الأمير محمد بن القائم العباسي أمير المؤمنين.
كان عالمًا فاضلًا دينًا حليمًا شجاعًا مهيبًا خليقًا للإمارة كامل السؤدد.
وكان لايجري في دولته أمر وإن صغر إلا بتوقيعه.
وكتب في أيام خلافته ثلاث ربعات.
ووزر له علي بن طراد ثم أبو نصر بن جهير ثم علي بن صدقة ثم ابن هبيرة وحجبه أبو المعالي بن الصاحب ثم جماعة بعده.
وكان آدم اللون بوجهه أثر جدري مليح الشيبة عظيم الهيبة ابن حبشية.
كانت دولته خمسًا وعشرين سنة.
توفي في ربيع الأول عن ست وستين سنة.
وقد جدد باب الكعبة واتخذ لنفسه من العقيق تابوتًا دفن فيه وأبو المظفر التريكي محمد بن أحمد بن علي العباسي خطيب جامع المهدي.
روى عن أبي نصر الزيني وعاصم بن الحسن وعاش خمسًا وثمانين سنة.
توفي في نصف ذي القعدة.
وأبو الفتوح الطائي محمدبن أبي جعفر محمد بن علي الهمذاني صاحب الأربعين سمع فيد بن عبدالرحمن الشعراني وإسماعيل بن الحسن الفرائضي وطائفة بخراسان والعراق والجبال توفي في شوال عن خمس وثمانين.

.سنة ست وخمسين وخمس مائة:

فيها ركب المستنجد بالله إلى الصيد مرتين.
وفيها توفي أبو حكيم النهراوني إبراهيم بن دينار الحنبلي الزاهد الفرضي أحد من كان يضرب به المثل في الحلم والتواضع.
أنشأ مدرسة بباب الأزج.
وقد اجتهد جماعة على إغضابه فلم يقدروا.
وكان بصيربً بالمذهب.
وعلاء الدين الحسين بن الحسين الغوري سلطان الغور تملك بعده ولده سيف الدين محمد.
وسليمان شاه ابن السلطان محمد بن ملكشاه السلجوقي.
وكان أهوج أخرق فاسقًا بل زنديقًا يشرب الخمر في نهار رمضان.
قبض عليه الأمراء في العام الماضي ثم خنق في ربيع الآخر من هذه السنة.
وطلائع بن رزيك الأرمني ثم المصري الملك الصالح وزير الديار المصرية.
غلب على الأمور في سنة تسع وأربعين.
وكان أديبًا شاعرًا فاضلًا رافضيًا جوادًا ممدحًا.
ولما بايع العاضد زوجه بابنته.
ونقض أرزاق الأمراء فعملوا عليه بإشارة العاضد وقتلوه في الدهليز في رمضان.
وكان في نصر التشييع كالسكة المحماة.
كان يجمع الفقهاء ويناظهرهم على الإمامة وعلى القدر وله مصنف في ذلك.
وأبو الفتح بن الصابوني عبد الوهاب بن محمد المالكي المقرئ الخفاف من قرية المالكية.
روى عن النعالي وابن البطر وطبقتهما.
وكتب وحصل وجمع أربعين حديثًا.
وقرأ القراءات على ابن بدران الحلواني وغيره.
وتصدر للإقراء.
وكان قيمًا بالفن.
توفي في صفر عن أربع وسبعين سنة.
والوزير جلال الدين أبو الرضا محمد بن أحمد بن صدفة.
وزر للراشد بالله.
وكان في خير ودين.
توفي في شعبان عن ثمان وخمسين سنة.
وابن المادح أبو محمد محمد بن أحمد بن عبد الكريم التميمي البغدادي.
روى عن أبي نصر الزينبي وجماعة وتوفي في ذي القعدة.
والخاقان محمود بن محمد التركي سلطان ما وراء النهر وابن بنت السلطان ملكشاه السلجوقي.
سار بالغز في وسط السنة وحاصر نيسابور شهرين.
وكان كالمقهور مع الغز فهرب منهم إلى صاحب نيسابور المؤيد ثم خلاه المؤيد قليلا وسمله وحبسه.

.سنة سبع وخمسين وخمس مائة:

فيها كان مصاف هائل بين جيوش أذربيجان وبين الكرج.
فنصر الله الإسلام.
وكانت الغنيمة تتجاوز الوصف.
وفيها حج الركب العراقي وحيل بينهم وبين البيت إلا شرذمةيسيرة ورد الناس بلا طواف.
وفيها توفي أبو يعلي حمزة بن أحمد بن فارس بن كروس السلمي الدمشقي.
روى عن نصر المقدسي ومكي الرميلي وجماعة.
وكان شيخًا مباركًا حسن السمت.
توفي في صفر عن أربع وثمانين سنة.
تفرد برواية الموطأ.
وزمرد الخا تون المحترمة صفوة الملوك بنت الأمير جاولي أخت دقاق صاحب دمشق لأمه وزوجة تاج الملوك بوري وأم ولديه شمس الملوك إسماعيل ومحمود.
سمعت من أبي الحسن بن قبيس واستنسخت الكتب.
وحفظت القرآن.
وبنت الخاتونية بصنعاء دمشق.
ثم تزوجها أتابك زنكي فبقيت معه تسع سنين فلما قتل حجت وجاورت بالمدينة ودفنت بالبقيع.
أما خاتون بنت أنر زوجة الملك نور الدين فتأخرت ولها مدرسة بدمشق وخانقاه معروفة على نهر باناس.
وأبو مروان عبد الملك بن زهر بن عبد الملك الإشبيلي طبيب عبد المؤمن وصاحب التصانيف.
أخذ عن والده وبرع في الصناعة.
والشيخ عدي بن مسافر بن إسماعيل الشامي ثم الهكاري الزاهد قطب المشايخ وبركة الوقت وصاحب الأحوال والكرامات.
صحب الشيخ عقيلًا المنبجي والشيخ حماد الدباس وعاش تسعين سنة.
ولأصحابه فيه عقيدة تتجاوز الحد.
وهبة الله بن أحمد الشبلي أ بو المظفر القصار المؤذن.
توفي في سلخ السنة عن ثمان وثمانين سنة وبه ختم السماع من أبي نصر الزينبي.
وهبة الله بن أحمد أبو بكر الحفار.
روى عن رزق الله التميمي.
وتوفي في شوال وكلاهما ببغداد.

.سنة ثمان وخمسين وخمس مائة:

فيها غزا نور الدين ونزل تحت حصن الأكراد وكبست الفرنج جيشه فوقعت الهزيمة.
وركب نور الدين فرسًا ونجا.
ونزل على بحيرة حمص وحلف لا يستظل بسقف أويأخذ بالثأر.
ثم لم شعث العسكر.
وفيها سار جيش المستنجد فالتقوا آل دبيس الأسديين أصحاب الحلة فالتقوهم فخذلت بنو أسد وقتل من العرب نحو أربعة آلاف وقطع دابرهم فلم يقم لهم بعدها قائمة.
وفيها توفي الشيخ أحمد بن محمد بن قدامة الزاهد والد الشيخ أبي عمر والشيخ الموفق وله سبع وستون سنة.
وكان خطيب جماعيل ففر بدينه من الفرنج إ فهاجر إلى الله ونزل هو وآله بمسجد أبي صالح الذي بظاهر باب شرقي سنتين.
ثم صعد إلى الجبل وبنى الدير ونزل هو وآله بسفح قاسيون.
وكانوا يعرفون بالصالحية لنزولهم بمسجد أبي صالح ومن ثم قيل جبل الصالحية.
وكان زاهدًا صالحًا قانتًا لله صاحب جد وصدق وحرص على الخير.
رحمة الله عليه.
وشهردار ابن الحافظ شيرويه بن شهردار الديلمي.
المحدث أبو منصور الديلمي.
قال ابن السمعاني: كان حافظًا عارفًا بالحديث فهمًا بالحديث فهمًا عارفًا بالأدب ظريفًا.
سمع أباه وعبدوس بن عبد الله ومكي السلار وطائفة وأجاز له أبو بكر بن خلف الشيرازي.
وعاش خمسًا وسبعين سنة.
وعبد المؤمن بن علي القيسي الكومي التلمساني صاحب المغرب والأندلس.
وكان أبوه صانعًا في الفخار فصار أمره إلى ما صار.
وكان أبيض مليحًا ذا جسم وعمم يعلوه حمرة أسود الشعر معتدل القامة وضيئًا جهوري الصوت فصيحًا عذب المنطق لايراه أحد إلا أحبه بديهة.
وكان في الآخر شيخًا أنقى.
وقد سقت أخباره في تاريخي الكبير.
مات غازيًا بمدينة سلا في جمادى الآخرة.
وكان ملكًا عادلًا سائسًا عظيم الهيبة عالي الهمة كثير المحاسن متين الديانة قليل المثل.
كان يقرأ كل يوم سبعًا ويجتنب لبس الحرير ويصوم الاثنين والخميس ويهتم بالجهاد والنظر في الأمور كأنما خلق للملك.
وسديد الدولة بن الأنباري صاحب ديوان الإنشاء ببغداد وهو محمد بن عبد الكريم بن إبراهيم الشيباني الكاتب البليغ: أقام في الإنشاء خمسين سنة.
وناب في الوزارة ونفذ رسولًا.
وكان ذا رأي وحزم وعقل.
عاش نيفًا وثمانين سنة.
والجواد جمال الدين أبو جعفر محمد بن علي الإصبهاني وزير صاحب الموصل أتابك زنكي.
كان رئيسًا نبيلًا مفخمًا دمث الأخلاق سمحًا كريمًا مفضالًا متبوعًا في أفعال البر والقرب مبالغًا في ذلك.
وقد وزر أيضًا لولد زنكي سيف الدين غازي ثم لأخيه قطب الدين مدة ثم قبض عليه في هذه السنة وحبسه.
ومات في العام الآتي فنقل ودفن بالبقيع.
ولقد حكى ابن الأثير في ترجمة الجواد مآثر ومحاسن لم يسمع بمثلها في الأعمار.

.سنة تسع وخمسين وخمس مئة:

فيها كسر نور الدين الفرنج وأسر الإبرنس.
وذلك أن صاحب ماردين نجم الدين نازل حارم فنجدتها الفرنج واجتمع عليها طائفة من ملوكهم وعلى الكل بيمند صاحب أنطاكية.
ففر صاحب ماردين.
وقصدهم نور الدين فالتقاهم.
فانهزمت ميمنته وتبعتهم فرسان الفرنج فمالت ميسرته على رجالة الفرنج فحصدتهم فلما ردت فرسانهم ردت خلفهم الميمنة ومن بين أيديهم الميسرة.
فأحاط به المسلمون وحمي الحرب واستحر القتل بالفرنج والأسر فأسر صاحب أنطاكية وصاحب طرابلس ومقدم الروم الدوك.
وزادت عدة القتلى على عشرة آلاف وتسلم نور الدين قلعة حارم وفي آخر السنة قلعة بانياس.
وفيها سار ملك القسطنطينية بجيوشه وقصد بلاد الإسلام.
فلما قاربوا مملكة قلج أرسلان جعل التركمان يبيتونهم ويغيرون عليهم في الليل حتى قتلوا منهم نحو العشرة آلاف فردوا بذلة.
وطمع فيهم المسلمون وأخذوا لهم عدة حصون.
ولله الحمد.
وفيها سار جيش نور الدين مع مقدم عسكره أسد الدين شيركوه فدخلوا مصر وقتل الملك المنصور ضرغام الذي كان قد قهر شاور السعدي.
ثم تمكن شاور وخاف من عسكر الشام فاستنجد بالفرنج فنجدوه من القدس وما يليه.
فدخل العسكر بلبيس وحصرهم الفرنج ثلاثة أشهر.
فلما جاءهم الصريخ بما تم على دين الصليب بوقعة حارم صالحوا أسد الدين وردوا.
وفيها توفي أبو أسعد عبد الوهاب بن الحسن الكرماني بقية شيوخ نيسابور.
روى عن أبي بكر بن خلف وموسىبن عمران وأبي سهل عبد الملك الدشتى وتفرد عنهم.
عاش تسعًا وسبعين سنة.
والسيد أبو الحسن علي بن حمزة العلوي الموسوي مسند هراة.
سمع أبا عبد الله العمري ونجيب بن ميمون وأبا عامر الأزدي وطائفة وعاش نيفًا وتسعين سنة.
وأبو الخير الباغبان محمد بن أحمد بن محمد الإصبهاني المقدر.
سمع عبد الوهاب بن منده والمطهر البزاني وجماعة.
وكان ثقة مكثرًا.
توفي في شوال.
ونصر بن خلف السلطان أبو الفضل صاحب سجستان.
عمر مائة سنة.
ملك منها ثمانين سنة.
وكان عادلًا حسن السيرة مطيعًا للسلطان سنجر.